يا بنتُ مساءٍ غنـّـي غنـّـي

" لم يعد في ثوب الحياة غير تزاحمٍ من بخور الرحيل ، وأرواح الموتى عائدين بالشفقة يوزعون الفقد في الأفواه تاركين الحنين شوكةً في الحلق ، ووداعاتٍ لم يتقنُها أصحابها بقبلةٍ على جبين الاحترام مكتفين بالحدّس أو بلا يُهم ، فإذا لم تسعك الأرض والخطو المبُقى للتدحرج ، كنّ كرمانةٍ مكابرةً في الكسر ، وليكن صوتك بحناجر العصافير غناءً في فضاء المجهول ... وكمضي الندى أَجِدّ الغروب "

....

غنـّـي قليلاً يا عصافير ..

فإنني كلما فكـّـرتُ في أمرٍ بكيتُ ..

وليس لي جارٌ أناديه لكي نسهرَ في الليل ..

ولا أهلٌ وبيتٌ ..

أكلـّـما ..

أكلـّـما ..

بنتُ مساءٍ نسجتْ ثوباً من الدمعِ اكتسيتُ ..

لا ترفعي صوتكِ كأساً ..

يا عصافيرٌ .. من الحزنِ

فإني قبلَ هذي الكأس من قلبي ارتويتُ ..

غنـّـي .. غنـّـي ..غنـّـي ..غنـّـي

غني قليلاً..

لا تغنـّـي .. لا تغنـّـي ..

إنني غصنٌ إذا مرّتْ على أوراقيَ الريحُ انحنيتُ ..

غنـّـي .. غنـّـي ..غنـّـي ..غنـّـي

غنّي قليلاً ..

آااه آاااه آاااه

غنّي ..

إنني علـّـقتُ روحي ..

نجمة في ليلِ شـَعري

ومضيتُ ..

ومضيت ..

مرسيل خليفة

.......