أنــا فـ ـزعـانه

ـ .... ـ

كانت الفصول معي ذات إنسانياتٍ بحتة التفاعل ، تختلف في العطايا وتتفق على حسها اللغوي مع الجميع .... تُرى أتخالف ؟! ؛

كنت ابتدأ بربيعٍ هادئٍ .. ذات إضاءةٍ سكانة .. حليمة المرور ، لم نتفاعل إلا كزميلين تجمعهما مرحلةً شعورية وزمنية تفرض عليهم التلازم باحترام .. هي مرحلة النقاهة ، وهو فصل العدوى وتسرسبات الهوى ، قبل الدخول في مرحلة انصهار الجرح بالصيف

الصيف ... ذاك الحار ، محرق النقاء ، لم يكن أبيضه صافيا دون أن تبهته أبخرة الجرح .. صادما بقدر غليانه ، كان قادرا على وشمي بالوجع قبل انتهائه

.

لِمَ ؟ يُمهدني للحياة ويسلبها في لحظةٍ بركانية التغافل بفقد ؛

لم أحبك فاعذرني .. ! ـ

دوما انتظرك ياالخريف أنت عالم الطيبة الملائمة للتجدد ، كانوا يعاتبونني بمحض تعجبٍ على ثقتي بكَ لا يعلمون مدى طيبتك ولا يعرفون لِمَ اقتناعي الفائق اليقين بهذا ؟!

.

أجزم إنه فصل الاعتدال الموفق لو لم يكن معتدلا لما كان طيبا ، لم يحرمني من متعة التجدد رغم امتلائي بالتباهت ، كان قادرا على استمراري بالتفاقد والاكتساب المقابل ، كنت أحب مفاجأته المتساقطة المنح
كل من عرفتهم ومازلت ، كانت علاقتهم خريفية التقاطع ... مسرفة التعجب ... دائمة الترابط
بعكس هؤلاء أصحاب التقاطع الصيفي .. متبخرين دائما ، أدرك أنهم سيتلاشون في تعثرٍ مبهم العلم ، سريع الحتف

هل ستخالفني الطقوس ؟ ـ

هو الخريف دائماً ... أكسبتني ها العام وأفقدتني أكثر ، وأحتاج أكثر من صمتك المهاجر في خلايا الحواس لم تكن صاخبا لكنك أودعتني فقدا أفاق قدرتي للتحمل

.

هل كان فقدا ... ؟ ! ... وهل كان خيرا ؟ ـ

هل ستكون مصافحا جيدا للشتاء ليعدل المعادلة

.

هما الخريف والشتاء متصافحان تماماً للحواس ؛
الخريف يُفرغنا من امتلائنا بتباهتات الحواس مستعيناً بكبرياء الصمود لبعضها ... ليُسلمنا لشتاءٍ فائض الحواس ، يُجبرنا للتنحي عن الإنصهار ، والتساوي ... في محاولةٍ للتجمد بإنسانية الرغبة في الدفء ؛

.

أين الدفء ؟! ـ

ذاك البعيد ، وتلك الـ تبتعد ، وهؤلاء الـلا يسألن ، لونك فاترا بوجع ياالشتاء ... رياحك تحملهم للبعيد

ـ لا تهملني لا تنساني ... ما إلي غيرك .. لا تنساني ، بلدي صارت منفى .. طرقاتي غطاها الشوك والأعشاب البرية ، ابعتلي بها الليل من عندك حدا يطلّ عليّْ .. يطلّ عليّْ .. يطلّ عليّْ * ـ

.

تُرى متى أخر مرةٍ ذكرونا .. وهل ذكرونا حقا .. أم كأخر مرةٍ ظهروا بغياب نسونا دونما اهتمام ؟! ـ

لا يهم ... لا يهم

..

ـ ....... أنا الآن مشوهةً بفقد

- - - -

ـ ليه ترسمي الكون الوسيع صندوق ورق
استسلمي و احلمي بكون جديد و مختلف
و اللّي نلاقيه هوّ المهم..
و أي شيء بنخسره ماهوش مهم * ـ

. . . . . .

اللوحة للفنان العراقي : جبر علوان

* فيروز

* علي الحجار