9 أكتوبر 2009

نظارةٌ طبية لمعصيتك البريئة


( تبدو كأن لا تراني وملء عينك عيني )

أطفئ مؤامرة الراديو ..

الليالي صيفية و الروح على خط البرودة .. تُداعب هلعي بخبثٍ حار ، القطط تموء قريباً وراء السماء الغائمة لتقتل محاولتي حبها مرةً ..
و أنا وحدي لا أرغب من الأسطورة غير امحاء لعنة ليليث اليائسة و غير المبرر إلا أنها قِبلت خانة الخسارة بجدارة ..

" ألو "

" بابا و أخويا اتوفو ... "

" إيه !!! "

وبعض الكلام الذي صمت فيّ حينما واسيت صديقتي دون وعي لأستنشق دخان التيه حولي ...

أسودً دسماً .. وممشوقا كطاغية ، افترضنا عالمه ..

لتندهش الصغيرة .. !
حين يذكرها الآخرون أن تخاف .. فلا تخاف ..
ترتعب من وجوههم .. ترتعش النوافذ في عينيها ، و تسحب أكتافهم ..

صغيرةً تلف العوالم على أضلاع السماء براءةً ويثيرها قطن الحقائق في ومض السحاب ..
" ما طعم الموت ؟!!! "

تتحسس فزعهم .. فترتجف ، وأجراس الشوارع مظلمةً تقبض فهمها حين تهمس " لمَ ؟ "

غيماً مقوساً يا وجه الموت

" لمَ ؟ "
نرفع أعضائنا للقبور رهبةً منك ؟ .. وانسبت فيها هرماً للذاكرة .. ملوناً حول أعيننا ظلا مجوفاً .. محشرجاً بوداع ، مالحاً .. و هو أفضل من الصباح المكتئب ومن عيون الظلم ومن بعثرة الكوارث ومن تساقط الأحلام على صدري .. هاوية
و من .. !!!
من الحياة التي تَغدُرنا ..
أسودً أذوقه في روح الأماني الخائبة .. عوج الأحزان مقروحا بوجع .. تَكسر الحُب للأعلى مزخرفاً العيون نجوما مهشمة ، ولم أع الموت بعد .. غير صيحةٍ في الفضاء تغور البكاء بفقد ..

قلت له " الموت لا يحيا "

بصمت " فلا تغامر بقتلي "

الحياة هي لون أوجاعه ترتشفه .. ترتشفنا ، و لا تمنحه غير الحنين غصةً وشفقة من عالم ليس لنا بَعد ..

مهوماً فينا فنلون غموضه أسودً قاتماً للاوجود .. و هي راحة تلبسه الظهور في حضرة هلعنا منه ، فنوقع كل مجهولٍ في بثور الكره ، أسودً وأعوجاً عن أي خير ...

مُتَحَديين ذئب أنوبيس نُغرق الموت و نقول آمين من شره ..
و لا نعِ أن الحياة التي بيننا هي ما تُميتنا ...
لست هيدز و لست بلوتو و لست أُفضل هرمز قائد أرواحنا إلينا و علينا ..

لكني هُنا ..
لا أعيش فقط ، و لا أقول مُتْ .. !

...

" محتاجه حاجات كتير بس اتمنيت شيء صغير .. مجاش "

و الأيام تدّوس و لا تمر ..!

اليوم عصير فراولة يمتزج في دم الذاهبين جهة المساجد .. ولا أروح ، يتوضئون ببركاتِ حليبٍ يسقط من قمر الرحمن على قلوبهم .. رائحتهم تمر ..

و أنا لا أرى غير كوب المشمش الذي يسقط على العُمر .. عاصفةً مالحة ، النورس خارج الحديقة يلعب باللون البرتقالي جاهلاً بفحيعتي وحزنه ، الغربان رغم سذاجتها وحدها تضحك من قسوتنا على الأسود ..
نقول " اللهم استرها "
والسماء داكنةً في يدي .. نجومها يتيمةً انطفت في درج غيمة لسماعها طفلاً سبَّ أهله فانبّلت ..، والشباب المتسكع عناقيد ترابٍ ترقص في الظلام ، فيجهر العجوز رعداً فاتراً كي تعود الإنسانية صدراً للحياة ..

( وتشرب من فنجانك و اشرب من عينيك )

الموسيقى تفور من الجهاز موفاً هادئاً على الأصابع الحزينة ، ضفائرها خضراء كقبلةٍ غليظة لقلبٍ تعِبّ ، تتخللها موجاتُ زرقاء حول خصر المحبة ، التي يلفظها هو و لم يطلبها حين عاد من المسافة أو نبهني " عايز أشوفك " .. مثلاً !

أو قالها خطئاً " لما أشوفك " و ألغاها بالأهم دائماً ..

( و تهرب مني تضيع و ما إرجع لاقيك )

مكتفياً دائماً بمجاملةٍ متباعدة نادرة " و الله وحشاني جداً "

يتبعها " تصدقي ؟ "
غبيٌ كفايةً كي لا يبصر عالمي الذي صدقه من البداية دون شيءٍ من عالمه غير سهو ...

لا يدرك أهمية التفاصيل البسطية في روحي الكسولة ..
لا يسمع ندائي لرؤيته حين يحدثني هاتفه .. و لا جدوى كتابٍ أردت أن يأتيني فأستلف الرائحة .. ولا صراخ أعضائي بالتواء حرفه حين يلفني صوته " صباح الخير "

(و خبي وجي شوفك مدري مع مين
لو بقدر لافتش عليك و لا لاقيك )

لا أتخيل أن سأجلس في فقاعةٍ لست منها .. أحرس يوم أحدهم لا أنتَ ، أُطهر جُرح الخطاوي ، أصفف الأعداء في الاتجاه المعاكس وأرتب الهواء حوله .. وهواؤك بطيء ..
يوجعني قلبي يا قلبي كعصفورٍ صغير يرتجف حين يقولون له " أمك لن تكن التي ترغبها "، التي وضعت يدها على قربكما واحتَضَنت تنفسها كي لا تغوص في التيه ..

( تأتي السنونو ، يا غريب و يا حبيب ، إلى حديقتك الوحيدة ؟ خذني إلى أرض البعيدة .. )


و صديقي آسفة ..
صديقي الذي يقبض على قلبه كي لا أراه .. كتبني ( شمسين عيونك و الله و الخدّ شمام ) ، حين ربتُ على محبته و أسمعته إياها ..
و قال " تُشبهِك "
مبتسمةً لأسفل قلت " متهيئلك "
فسكت بـ " لا " ...

لن أُقبل جوانبها .. لن أنحني .. لن أحتضن .. لن أوزع روائحها فلا أطير بها ..
لن أشعرها أبداً .. حقيقةً كصدقك يا صديق .. مجسمةً إلا من فيض الذي لم يكن وهو هنا ممتنعاً عن البصيرة ..
و أستغفر في الليل إثمي اتجاهك أيها الآخر الذي سمح لي أن أعذبه ، لأتعذب بغيره ..

- أيها الآخرون الذين أحببتهم أسامحكم ولكن لا أسامح نفسي أنكم بي ، وأيها الآخرون الآخرون الذين أحبوني سامحوني .. أنا لا أعرف عقاباً آخر لي .. -

- أيها الجميع الجميع امسكوا قلبي لأعلى ارتطامٍ بجدار الذكرى ، وخذوا يدي على هواء الجرح برفقٍ كي أبتسم .. علِّ أعود !

( اعطيني اهرب منك ساعدني إنساك
تركني شوف الأشيا و ما تذكرني فيك )

لا يدنينا شيئ عن الواقع يا عزيزي، ولا يُبقيك عن الفهم أبداً بعيداً هكذا ضالاً المدى القريب ..


فالواقع حبهان الهواء يا حقائق الهوى
ذاك الذي يبيض اليأس في غطائنا والبنت فزدقةُ تهمس " أنا عنيدة لازم أبقى "

العند قويُ إذا التحمت إرادتي ، آخره عند مُعدمي الأحلام حيث للنسيان آلهة ، وحيث جسدي مخوخاً مني ..
وحيث أنتَ كما أنتَ ..

حالماً بالآخريات لن تعلم عن قلب البنت الذي مسدّ صدرك بالعسل .. فنمت عنها .. !



( شو بخاف دق عليك و ما لاقيك )

....

هناك 5 تعليقات:

  1. بوست رائع جداً

    تقبل زيارتي

    تشرفني زيارتك

    خالص تحياتي

    مجرد موجة

    ردحذف
  2. أعتقد يحتاج أكثر من نظارة .. بل ميكرسكوباً !إذا لم ير كل هذا الدفء ..

    حيث عينيها وطن ..

    ردحذف
  3. شمس ..أنت بالفعل شمس
    مضيئة دافئة ، حارقة فى بعض الأحيان
    تجيشين بعاطفة لم أر مثيلها
    أحجمت مرة و أخرى عن الرد ، لست بطبيعتى من المصفقين لكن ..ـ
    أنت رائعة ، جدا
    سلمتى ..سلمتى دوما

    ردحذف
  4. :)
    بحبك يا صبحتي

    وكفيانا وجع بقى

    ردحذف
  5. موجة
    و مرورك أجمل
    تحية :)
    ...

    غير معرف
    شكراً لك :)
    ...

    قريدة
    يسلم مرورك الذي صرت أنتظره بصدق يا جميلة

    فلا تبخلي عنا به
    دمت رائعة الحضور :)
    ...

    دينو
    بحبك جداً :)

    و بحاول
    ...

    ردحذف