19 ديسمبر 2015

رعشة الورد

ضحكاتنا الفانتازية،
نفخة الكريمة،
اللينة كالشوكولاتة،
والمستعصية أحيانًا أخرى.

ضحكاتنا تلك، تتضاءل كقرص القمر آخر الشهر، تتركنا لننتفخ في التيه، كمُهرجين تُحَوِلُنا، لتسير بنا الحياة بين الصراط والأرض، متأرجحين بين البرودة والنار، ولا تكترث حينما تنقطع الكهرباء ويجلس العالم فوق ساحته الساخرة، يُقدم لنا عناقيده من الشماتة، يملؤنا بالرطوبة، ويسرقنا من الحُضن، ينفخ أصابعنا بالعصبية وعدم التحمل، مُدعيًا أننا صنعنا شيطاينه المتضخمة ..

سأسرق الفساتين من الفاترينات كي أضخم أجنحتي المنكمشة بعدها، أخيط فمي ولا أحدث أحدًا عن الذُباب الذي يتساقط من أدراج المكاتب، أفتقد الورد، وأفتفد السحاب الملون في أصابع حلوى خد الجميل، وأتساءل فيم تفكر الفتاة التي تغني في كل هذه الرعشة، تحتسي المُر وتبتسم كلما أعطاها العابر وردة، وفي خلفية المشهد الراديو يواظب على الموسيقى مستغيثًا من رائحة الشياط !..

والعالم يسير على ذراعيه، لا شيء يداري سوءته .. الناس تفر منه في حُفر البؤس، كلٌ على أريكته يُشعل هلعه ويطفئه في صدر نفسه، والبحر أمامنا ينام ويصحو، طوابير من الموج ترسل تحيتها حينًا وغضبها كثيرًا، والقادمين من بين الأصابع يوسعون المسافة بالمجانيق، والعربة مليئةٌ ببشرٍ أعينهم تحمل " مواعين " الأيام الفائتة، الجالس جانبي عيناه باهتتان من أطباق الفول البائت، والتي ورائي تبكي وتضحك .. عيناها تصرخ من أطباق الفلفل الحار، الجميع يهربون من  كَرْكَبة الأعين، والسائق وحده له حق تقليب الأمزجة، عليه أن يمر على الكورنيش .. يسبح قليلًا في حوض النيل، يغسل كل هذه الأطباق الملتهبة، ويخرج بها من  باب المطبخ مغسولة من الأعباء .

كنا نعول على الأمل ليحملنا، نقف على أطرافنا وننظر أسفل الجبل .. فطعننا العالم من الخلف، ولم نجد غير الضباب الصلب يُفقدنا الوعي ويغمرنا بالهشاشة، أرجلنا ملحومة؛ فكيف سنخرج الألحفة لنداري الدمع ؟، دموعنا تلك..

دموعنا الحقيقية،
نفخة الملح،
اللينة كالليمون،
والمستعصية أحيانًا أخرى.
--------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق