" في غياب الشّمس تعلّم أن تنضج في الجليد "
هنري ميشو
كم تحتاجها مقولة مستغانمي في ( يجب على الأماكن أن تغير أسماءها, كي تطابق ما أصبحنا عليه بعدها, ولا تستفزنا بالذاكرة المضادّة )
- متى أقولها عيان ... لا أهتم
تتساءل لم لا تكون كالآخريين معها في نوتة معارفهم
كنوتة المعارف لديهم بالظبط تحوي الاستثناءات ..
تقول هي " انتي بتعدي الشوارع بلامبلاة ، وبتقابلي موتك بترحاب ... هتموتيني "
وتقول أخرى " بتسكتي كتير اليومين دول "
ورسالة من أخر لم تكن تنتظرها " مابيسألش عليا أبدا "
لم يعد هناك مساحة للصراخ ... هو الصمت الفاجعة
لم تعد نفسها البنت التضحك بصدق
هم فقط لا يعلمون .. كم هي فعلا مُتعبة
الولد الذي كان يسير جانبها تُعاتبها عينيه أنها بعيدة … يُفرك أصابعها لينفض رائحة الثلج من ضحكاتها ويواجهها بهديةٍ وَعدَها بها ..
يُخجلها بإحساس الذنب وتقابله ببسمةٍ ضعيفة
- لم يكن هناك داعي
- التكييف عالي
- مافيش تكييف شغال ديه مراوح
- أنا رخمه أوي النهارده .. صح ؟!
- لا متقوليش كده أنا بس حزين عشانك
تنظر له وقبل أن تنزل من القطار وتودعه تطلب منه أن يسامحها ..
- لأني بعيد حساباتي وبحاول أسدد حقوق الآخرين اللي أقدر عليها
يحاول أن يمسك طرف الخيط المقطوع بينهما ويتحدى برودها بدفء اقتراب فيفشل بـ
- ايه انتي ناوية ع النهاية
تزيد طرقعة الألم بأصابعه
- لا لسه بدري
رغم أنه أراد أن يقول " بعد الشر " ، لكنها تجمدت قبل وصولها لحضنها البارد اتجاهه ، وينطلق القطار مغلقا أمامه حوارا أخر من الثلج …
مفيقةً إياه أنه في الصيف ..
تسمع صوتا طالما أحببت رائحة الفقد والرحيل في لكنته
تحب القطارات …
هي بداية الرحيل واللا نهاية منه ، هي الشروق على تنفسٍ عابر بين ذرات الحياة توقع غافليها في القدر .. دون أن تدركهم بموعد الغروب ، مع القطارات كالحياة هناك غروب مؤلم على الأرواح
تُرى لِمَ لم يجمعها إيمانها به هناك إذن ، ورغم ذلك يحدث كل هذا دون قطار؟
قد تكون مستغانمي صادقة هو ( رجل الإقلاع .. حتمًا .
ريثما يأتي .
هو سيد الوقت ليلاُ. سيد المستحيلات. والهاتف العابر للقارّات. والحزن العابر للأمسيات. والانبهار الدائم بليل أوّل(
وأخر مرةٍ بعيدةٍ قبل ابتعادٍ مموهٍ لم يُهمه عدم سلامها ، تركها تذهب ملتحفةً بوشاح الخيبة ... تنفلت منها نورانيات بنتا تحيا بخبزٍ من الطفولة .. تُعبئها الحياة بعبق الموسيقى واختلاسات الشهد ، لتسكنها التهابات الكسر والمناجاة ... وحيدة ترتجف أصابعها بالتذكر فتقاوم حلوى رؤيته بحبةٍ من الغضب ، وتسكت ..
" جاي هدية حبيبك على جنح الطير .. باعتلك نسمة تجيبك بعجقة هالسير .. باعتلك نسمة تشيلك فوق هالطرقات "
حيث كانت تنتظر فقط أن ينسى غفلته وصمته ويلحق بها .. جاذبا يدها الواهنة واضعا شريطةً من أي عهدٍ وأنه لم ولن ينساها أبدا ، كما هي .. كما كانت .. كما لم يرى أحدا مثلها ... يرغبها بجانبه .
تدندن ..
اليوم صيف ، ولا شفاعةٌ بغير مطر ..
تسير ، تسير ، تسير .. كثيرا دون هوية ، تتقمص روحانيات روايةً تملؤها بفوضى الحواس ، عرفت منذ قرائتها مدى تشابهها بكاتبة تؤمن بالصدف تقول ( أليست حياتنا في النهاية إلا نتيجة مصادفات )
تركل العقل جانبا ، تتجاهل إشارات القلب بالارهاق وتسير بإيمانها ... وكإقتران روحها بكَ تذهب لمقاهي لم تذهب إليها تخالف طرقها في العودة والترحال ، تمشي في شوارع لم تراها أو تذكرها حينما يسألونها عنها ، تباغت العقلانية بكاساتٍ من التهور وقهوة من الانتظار
دون هدف ... غير أن تستدل على رجلٍ
قد أو لا تعرفه
هناك أماكن صاخبة منفرة لسكينة الأرواح ، وهناك أخرى باردة .. مباغتة لما تبحث عنه الأرواح من دفءٍ .. فيصعب عليها استحضار روحها بما ومن ترغبه ..
لكن اليوم هي فقط روحٌ غاضبة .. تأبى أن تتواصل مع إهانة احتياجها ، لم تستطع رغم وحشتها أن تُثنيها عن ثورتها ، لم تحتمل أخر جرحا خدشته بها .. مليئةٌ بالنقمة ، وهي الأرواح حينما يعميها الغضب تفقدنا وسائل اتصالنا بالاشياء والأخرين وتعطل ذبذباتها
تسمع سيمفونية لشومان من جهاز الكمبيوتر ترتل الوجع مع وردة من البنفسج تنحني على مكتبها ..
تريد أن ترقص معهم كي لا تبكي الآن ولا تقدر
تجر رجليها إلى الحمام .. عارية من الحياة ، تغطس وجعها في ماءِ الورد ، تنام فاردةً ضعفها على فراشه ، تستنشق رائحة الشامبو بالخوخ ، اي شئ .. أي شيء غير إحساسها بالغربة وخسارتها لأخر ما كان يوصل رسائلها لكل التي لم تعد تراهم ..
تُغمض عينيها الناعسة .. متسلقةً تضاريس الغياب ، وتُقبّل أخر نظرةً تذكرها .. وتسكن ..
..... " ماذا كان يضريك لو احتضنتني "
..........
نهى و الاجرام
ردحذفالاجرام ونهى
اجرام الحرف طبعا :)
..مممممم انا دوخت
بجد بجد
حاله عجيبه دخلتينى فيها
البوست ده حكاااايه
يا ست شمس..قولى لعفاريتك الرحمه حلوة
الرحمه من السماء
بحبك يا سمشى...و وحشتينى :))
نهى
ردحذفقدرتك على الكتابة والتعبير ليست بجديدة عليك, الجديد فقط هو ان حزنك اثار شجنى للغاية
ربنا يسامحك يا نهى
تحياتى .. حازم
موش مصدق نفسي أخيرا قريت بوست كامل ليكي
ردحذف----
أحمدك يارب
انتي فظيعه ف التعبير بس ملفوفه بغموض غريب
تحياي ويارب تكوني بخير والفقد والغياب والوجع مايطولوش
سلااام
سارة ربيع
ردحذفاحم اجرام
مقبولة منك ياقمر
وهلم عفاريتي خالص هههههه
وشوحاني اكتر جدا بافترا
....
حازم
امممم
ويسامح الكل
بس الكتابة لا تعني بالضرورة أنها احنا
لكن قد نتفق معها في الحزن ، واعتقد ده جزء نلون بيه أنفسنا لنكون اكثر إنسانية
تحية لمرورك دوما
....
s@g
مش فاهمه تعليقك بيعني ايه بوست كامل ليا ؟؟!!
المهم اسعدني مرورك الاول جدا
وربنا يبعد عن الجميع كل الوجع
وأنا بخير الحمد الله
تحية
....
أؤيد سارة ربيع
ردحذففعلا..اجرام
كاميليا
ردحذفكيفك ياجميلة
منوراني كتير بجد :)