27 ديسمبر 2007

اسكندرية يافريسكا

شط إسكندرية يا شط الهوى
رحنا إسكندرية رمانا الهوى
يا دنيا هنية و ليالي رضية
أحملها بعينيه شط إسكندرية
في يوم 2 ديسمبر 2007 روحانيات سفر في اسكندرية ... لن أنسى يومي الأول وحدي باسكندرية مع الجميلتين غادة وياسمين دون قيد الرقيب ودون يدٍ استند عليها ذهبت أيام الجامعة للعين السخنة وفايد لكن أسكندرية تظل هي حورية البحر الأولى..
اسكندرية ذات الظهور الفارض لهيمنته الممشوقة القوام كحوريات الأساطير الرومانية العراقة ... المائلة للطابع المصري .. بهي الطالع بملائة لف كتلك التي يرتدينها ذوات العينين المختصرة المسافات والممغنطة الهوى ....
اسكندرية عروس المتوسط حنينك لا يكون عاديّ العبير بل زاعق اللهفة
حينما وصلت محطة مصر لم أستطع منع ابتسامةً عريضة كضائعٍ اهتدى لغايته الرائعة الانتشاء

عند كافية عمر الخيام جلسنا فترة فما ابهى صباحك يااسكندرية وما أنعشه كحمامٍ دافئ في فجرٍ مغموس البرودة
بعدها سيرنا لبينالي اسكندرينة واستمتعنا بشحنة عالية الجودة من الفن ؛


شدني الكثير به لكن ملحوظة للاعتبار ، ليس لي علاقة بفن وصف اللوح أو ما هو التعبير الذي أراد الرسام أن يوصله إلينا ... فأنا اكتفي بإحساسي المتفاعل معها لحظتها سواء كان صحيحا أم فادح الخطأ ، فهو ما أدمجني مع اللوحة وهو ما لا يفرضه علي الرسام وله الشكر


اللوحتين القادمين لـ يوسف معتوق من أكثر اللوح التي استوقفتني ؛


هذه شعورها ممزوج بنوع من الثورة الهادئة ومشاعر متضاربة ، عُدت إليها مرتين بشعور مختلف ، ما أحسسته فيها أنها تتناسب مع مراحل تفكيرك الحالية وتختلف في كل مرة على حسب حالتك النفسية
غير أنها حينما ركزت بها لاحظت أن ألوانها جميعها تجمع دواكن الألوان حتى الأبيض ليس نقيا تماما ، غالبا الاحساس الذي سيستدرجك حين النظر إليها يمتزج بالألم سواء كان حميميا أو صارخا



هذه لم يريحني فيها إلا استحواذ الأزرق عليها باستثناء ماهية الصورة من الأصل لأنها قد تعطيك احساس بالبحر وسلحفاه وصوره مموهة لشخص غائم المعالم ، لكن ما جذبني لها تفاعلي مع الأزرق كلون موشي بالحنين ... كحالة دافئة ، هادئة التفاعل

. . . .


هذه اللوحة لم تأخذ من كثير لاستشفافها بل كانت أول جملة صفعتني حين النظر إليها ـ حالة من الشرخ الحاد في النفس ـ

. . . .

سيليفي جوبيتر ـ sylvie jaubter ـ
وهي تقول ـ إن اللون يلعب دورا فعالا متغيرا حيث يثير ويجذب بمساعدة أدوات أخرى صور منسية غير محددة يمكن استشفافها .
وتتفق الصور المقنعة مع البورتيهات وترد صور الموتى على الأحياء والأشكال المشوهة على الأشكال المتقنة وترتبط الأماكن الغامضة بالمشاهد المعروفة ، وتنافس المجموعات الصور المنفردة ـ


عند اللوحتين استوقفني محاولة الراسمة تجريد الشخص من جزءٍ منه ، لكن بعد قليل أحسست أن الصورتين مكملتين لبعضهما أو عدم قدرة الشقين على التواجد في نفس الوقت ، ففي الاولى جردته من الجسد كمحاولة لتوصيل أن الانسان احيانا يرفض النظر لملامحه في المرآة .. صورة من رفض الذات الخارجية أو كرههها ويكتفي بكتابته بين الورق والكتب .. مع الوقت تتلاشى ملامح وجهه في محاولة لرسم غموض الأشياء بداخله أي هي معادلة طردية كلما حاولت كتابتك فأنت تزيد من شفافيتك تعطي الآخرين الفرصة لاشباع فضولهم في التوغل وتعرض نفسك لتلاشي ما يبرز ملامحك

الصورة الأخرى هي الجسد بعد فقدانه لكينونته الممثلة في معالم الوجه واحتفاظه بخصوصيته الذاتية ، فبعد تلاشيها يتسمك في آخر شيء وهو ملبسه الذي يعطيه حقه في مدارة ما تبقى منه ...
هي قد تكون بعيدة عن رؤيتي لها ، لكنه الشعور الذي وصلني حينها
. . . .
الفلسطينية والثورة والتمرد
محمد الحريري .. فلسطين

هذه اللوحة له أربكتني ... لشعورها السافر بالجفاء رغم حميمة الجلسة .. ذكرتني بفوضى الحواس ، فظل المرأة بالخلف وجلسة الرجل المتعالية أعطتني شعور بالخيانة الفكرية للأخرى التي تجلس بجانبه والتي تحاول لفت انتباهه رغم ممارسته غرور التخيل مع أخرى


هذه اللوحة أعطتني شعور بالألم الحاد اتجاه الموتى فهو لم يحاول أن يجعل الواقفة منحنية على الجسد الذي أمامها كشعور طبيعي حينما نجد انفسنا متورطين أمام جسد ... حتى لو بعيد عنا ، لكن هنا أتخيل أن الجسد أقرب للواقفة حتى أنها توقفت عن الحياة في وضعية الصدمة ...
أو قد تكون ابسط كطبيعة فلسطينية للاعتزاز بالموت الشريف كالاستشهاد ، وهذا وجب تحيته وقوفا

. . . .
ريما المزين
الابهار الفلسطيني الثاني



هذه الراسمة في لوحها تنتقد العادية في الأنثى أو اعتبارها كعادية ، لوحها معنى سافر لاحساس الأنثى بالقيود ومحاولة التمرد على مجرد اعتبارها جسد دون اعتبارٍ لبقيتها وكيانها

. . . .
إليساندرا جيوفانوني


لوحها كانت ذات الطابع الأزرق ، قد يكون لأن اللوحتين التين كانا معروضان لها يغلب عليهم درجات الأزرق
هذه اللوحة أدخلتني في حالة من الوحدة المملؤه بالخوف قد يكون نتيجة لأن للون الأزرق الداكن واللبني الباهت مفعول الوحشة والفقد
أو نتيجة لحرص الراسمة على جعل الألوان توحي بالاذابة لمحو الملامح بشكل جزئي مما قربني من شعور الفقد والوحدة رغم اتساع مسافة الفضاء في اللوحة ... فهناك حالة من الانكسار الهادئ
. . . .
عادل ثروت

هذه اللوحة أبعدتني عن طبيعية البشر في تغافل الشرور النفسية والتي تتواجد بنسب في كلٍ منا ، أدخلتني في تأنيب الطفل لذنوبه .. أو صورة داخلية عن طفولة الذنب

كان مكتوبا عليها مثلا بشكل تلقائي وعفوي :

لم أخذ خبز الطفل
لم ألوث ماء النيل
لم أكن شريرا

لا أسرق ، لا أكذب ، لا اشتم ...

وهكذا ...
. . . .
القادم كان عبارة عن عرض في حجرة مظلمة ببروجكتر لرسم متحرك كانت البداية لصورة فتاة تعزف على آلة موسيقية ومع وقت تتغير الصورة ما شدني فيها هو حركة اليد وتغيرها كانت عبارة عن محاولة لزجك في رغبة السيطرة
إحساس ممتع أن تعطيك إحساس بالاحتواء لمجرد غلق اليد بحركة بطيئة التتابع




. . . .



هذه الثلاثة وجوه مصنوعة من نوع من الحديد لا أعرف ماذا تحديدا لكن أعتقد أن الفنان أراد إيصال حالة الصدأ الروحي أو إذا كانت بشكل عكسي أي البداية من الوجه النحاسي للأبيض فهي حالة صرخة مصمتة مع الوقت تتلاشى حد التكتم ... حالة من الاكتفاء الذاتي بالوجع دون معرفة السبيل لخروجه
. . . .
الآتي ابداع الطفولة


. . . . . . . . . . .


اسكندرية لم يوجعني غير قسوة سمائك بدون مطر ، سحبك كانت عزيزة هذا اليوم تعاهدني بالوقوف

وقبلت المعاهدة بسلام عيوننا لحظة الوداع ... لن أنساكِ
وتشهد فيروز كالتصاق كلاكما بي حينما تقتحمني إحداكما تنجذب الأخرى

ليالي مشيتك يا شط الغرام و إن أنا نسيتك ينساني المنام و الشاهد عليه غنوة أمارية و النسمة البحرية و شط إسكندرية
...
ـ يافرسكا المتوسط آمانة على بحرك يوصل أمانته ـ

البحر و رياحه و الفلك الغريب يحملها جراحه و يرحل في المغيب يتمهل شوية و يتودع شوية و تعانق المية شط إسكندرية
.

. . . .
إهداء بحري موجي خلفيته صافيه : غاديليو ـ شغفون

ويامحلا الفسحة ياعيني على راس البر

أصل المحبة .... ضحكة ولعبة

خلينا صحبة ياعيني .... على طول العمر

والقمر ينور عيني .... على موج البحر

اسمعوا


. . . . . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق