رحنا إسكندرية رمانا الهوى
يا دنيا هنية و ليالي رضية
عند كافية عمر الخيام جلسنا فترة فما ابهى صباحك يااسكندرية وما أنعشه كحمامٍ دافئ في فجرٍ مغموس البرودة
شدني الكثير به لكن ملحوظة للاعتبار ، ليس لي علاقة بفن وصف اللوح أو ما هو التعبير الذي أراد الرسام أن يوصله إلينا ... فأنا اكتفي بإحساسي المتفاعل معها لحظتها سواء كان صحيحا أم فادح الخطأ ، فهو ما أدمجني مع اللوحة وهو ما لا يفرضه علي الرسام وله الشكر
اللوحتين القادمين لـ يوسف معتوق من أكثر اللوح التي استوقفتني ؛
هذه شعورها ممزوج بنوع من الثورة الهادئة ومشاعر متضاربة ، عُدت إليها مرتين بشعور مختلف ، ما أحسسته فيها أنها تتناسب مع مراحل تفكيرك الحالية وتختلف في كل مرة على حسب حالتك النفسية
غير أنها حينما ركزت بها لاحظت أن ألوانها جميعها تجمع دواكن الألوان حتى الأبيض ليس نقيا تماما ، غالبا الاحساس الذي سيستدرجك حين النظر إليها يمتزج بالألم سواء كان حميميا أو صارخا
هذه لم يريحني فيها إلا استحواذ الأزرق عليها باستثناء ماهية الصورة من الأصل لأنها قد تعطيك احساس بالبحر وسلحفاه وصوره مموهة لشخص غائم المعالم ، لكن ما جذبني لها تفاعلي مع الأزرق كلون موشي بالحنين ... كحالة دافئة ، هادئة التفاعل
. . . .
هذه اللوحة لم تأخذ من كثير لاستشفافها بل كانت أول جملة صفعتني حين النظر إليها ـ حالة من الشرخ الحاد في النفس ـ
. . . .
عند اللوحتين استوقفني محاولة الراسمة تجريد الشخص من جزءٍ منه ، لكن بعد قليل أحسست أن الصورتين مكملتين لبعضهما أو عدم قدرة الشقين على التواجد في نفس الوقت ، ففي الاولى جردته من الجسد كمحاولة لتوصيل أن الانسان احيانا يرفض النظر لملامحه في المرآة .. صورة من رفض الذات الخارجية أو كرههها ويكتفي بكتابته بين الورق والكتب .. مع الوقت تتلاشى ملامح وجهه في محاولة لرسم غموض الأشياء بداخله أي هي معادلة طردية كلما حاولت كتابتك فأنت تزيد من شفافيتك تعطي الآخرين الفرصة لاشباع فضولهم في التوغل وتعرض نفسك لتلاشي ما يبرز ملامحك
الصورة الأخرى هي الجسد بعد فقدانه لكينونته الممثلة في معالم الوجه واحتفاظه بخصوصيته الذاتية ، فبعد تلاشيها يتسمك في آخر شيء وهو ملبسه الذي يعطيه حقه في مدارة ما تبقى منه ...
هي قد تكون بعيدة عن رؤيتي لها ، لكنه الشعور الذي وصلني حينها
هذه اللوحة له أربكتني ... لشعورها السافر بالجفاء رغم حميمة الجلسة .. ذكرتني بفوضى الحواس ، فظل المرأة بالخلف وجلسة الرجل المتعالية أعطتني شعور بالخيانة الفكرية للأخرى التي تجلس بجانبه والتي تحاول لفت انتباهه رغم ممارسته غرور التخيل مع أخرى
هذه اللوحة أعطتني شعور بالألم الحاد اتجاه الموتى فهو لم يحاول أن يجعل الواقفة منحنية على الجسد الذي أمامها كشعور طبيعي حينما نجد انفسنا متورطين أمام جسد ... حتى لو بعيد عنا ، لكن هنا أتخيل أن الجسد أقرب للواقفة حتى أنها توقفت عن الحياة في وضعية الصدمة ...
هذه الراسمة في لوحها تنتقد العادية في الأنثى أو اعتبارها كعادية ، لوحها معنى سافر لاحساس الأنثى بالقيود ومحاولة التمرد على مجرد اعتبارها جسد دون اعتبارٍ لبقيتها وكيانها
. . . .
أو نتيجة لحرص الراسمة على جعل الألوان توحي بالاذابة لمحو الملامح بشكل جزئي مما قربني من شعور الفقد والوحدة رغم اتساع مسافة الفضاء في اللوحة ... فهناك حالة من الانكسار الهادئ
كان مكتوبا عليها مثلا بشكل تلقائي وعفوي :
لم أخذ خبز الطفل
لم ألوث ماء النيل
لم أكن شريرا
لا أسرق ، لا أكذب ، لا اشتم ...
وهكذا ...
. . . . . . . . . . .
اسكندرية لم يوجعني غير قسوة سمائك بدون مطر ، سحبك كانت عزيزة هذا اليوم تعاهدني بالوقوف
وقبلت المعاهدة بسلام عيوننا لحظة الوداع ... لن أنساكِ
وتشهد فيروز كالتصاق كلاكما بي حينما تقتحمني إحداكما تنجذب الأخرى
ليالي مشيتك يا شط الغرام و إن أنا نسيتك ينساني المنام و الشاهد عليه غنوة أمارية و النسمة البحرية و شط إسكندرية
البحر و رياحه و الفلك الغريب يحملها جراحه و يرحل في المغيب يتمهل شوية و يتودع شوية و تعانق المية شط إسكندرية
ويامحلا الفسحة ياعيني على راس البر
أصل المحبة .... ضحكة ولعبة
خلينا صحبة ياعيني .... على طول العمر
والقمر ينور عيني .... على موج البحر
. . . . . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق