لكل الحكايا لا بد من غلق الأبواب المواربة والتخلص من حقائب الوهم قبل أن تباغتني ذاكرة التيه لعزة رشاد بـ
ـ لا أحد يرجع إلى نهارٍ غادره ـ
...
أعلم أن نهايات التواريخ والشهور والأيام يوقفني بعضها للثانية الفاصلة بين العبور والسقوط الذي لن أعلم أيهما قبلت به لألون صباحاتي القادمة كقرعة مبهمة ، ونهاية هذا الأسبوع هي كانت الفاصلة تمهدني للقرارت المفروضة في روحانيات السفر واندماجي بوشاحاته الدافئة مع روحٍ متعبة ؛ كنت دائما أحاول ربط سبب افتتاني بطقوس وحدته في صدر الزحام البشري وآلاف الأميال التي تغربنا عن الخطاوي التي تبادلنا مع أُلفتها حنين الأمومة واحتمالنا ذنب ولادتها الخاطئة
حتى رواية ـ الحب في زمن الكوليرا ـ التي كانت ونيسي في السفر ومعاهدة المحاولة والخطأ ؛ أنهيتها اليوم فوق سريري بالبيت فقد كنت احتفظ بصفحتها الأخيرة لليلي ؛ فدائما أي رواية تقتحمني في لحظةٍ خاصة من قرارت السفر التي أُعاهدني بها على التأقلم بأشياء كثيرة لم تعد ؛ أراقصها ببسمتي المودعة وأفرض الصفحة الأخيرة منها على سريري في مصافحةٍ مهدهدة لحلمي أداوي بها قبل النوم اهتراءاته بي
وأعترف أن غارسيا كعادته أجاد الهدهدة بما يتناسب مع الحالمة التي تقرأه ؛
كأنه يقر بتهوري حين سفر
فلكل ما يُتعبني وداعا إلى أن تنتقينا الطرق الصحيحة يكفيني ما لدي من حزن ؛ لكن لن أعدُكِ أن سأظل بلا ذهابٍ وإياب فالحياة أكثر من الموت هي التي بلا حدود
. . . . . .
ـ ( خرجت السفينة ومراجلها مطفأة من الميناء وشقت طريقها في المجاري المائية عبر مفارش الطحالب ؛ ونباتات اللوتس الطافية ذات الأزهار البنفسجية والأوراق الكبيرة التي لها شكل قلوب ؛ وعادت إلى المستنقعات كان الماء براقا بفعل عالم الأسماك الطافية على جنوبها ؛ ميتة بديناميت الصيادين وكانت طيور الأرض والماء تحوم من فوقها مطلقة صرخات معدنية ؛ ونفذت ريح الكريبي من النوافذ محملة بصخب العصافير ؛ فأحست فيرمينا داثا في دمائها خفقات حريتها القلقة ؛ وإلى اليمين كان مصب نهر مجدلينا العظيم المعكر والرصين يمتد حتى الجانب الآخر من الدنيا
.
.
عندما لم يبق في الأطباق شئ يؤكل مسح القبطان شفتيه بطرف شرشف الطاولة وتكلم برطانة قوضت إلى الأبد سمعة حسن التحدث التي عرف بها قباطنة النهر ؛ لم يتكلم عنهما ولا عن أحد وإنما كان يحاول التوافق مع غضبه والنتيجة التي وصل إليها بعد سلسلة من الشتائم البربرية هي أنه لا يجد سبيلا للخروج من ورطة راية الكوليرا التي أدخلوا أنفسهم فيها
استمع إليه فلورينتينو اريثا دون أن يطرف له رمش ثم نظر عبر النافذة إلى دائرة ساعة أجهزة الملاحة وإلى الأفق الرائق وإلى سماء كانون الأول التي لا تشوبها غمة وإلى المياه المواتية للابحار إلى الأبد ، وقال :ـ
فلنتابع قدما ؛ قدما ؛ قدما ؛ ونرجع إلى لادورادا ثانية . ارتعشت فيرمينا داثا لأنها تعرفت على الصوت القديم المضاء بنعمة الروح القدس ونظرت للقبطان كان هو القدر ؛ لكن القبطان لم يرها لأنه كان غارقا في قدرة فلورينتينو اريثا الرهيبة على الالهام
.
استمع إليه فلورينتينو اريثا دون أن يطرف له رمش ثم نظر عبر النافذة إلى دائرة ساعة أجهزة الملاحة وإلى الأفق الرائق وإلى سماء كانون الأول التي لا تشوبها غمة وإلى المياه المواتية للابحار إلى الأبد ، وقال :ـ
فلنتابع قدما ؛ قدما ؛ قدما ؛ ونرجع إلى لادورادا ثانية . ارتعشت فيرمينا داثا لأنها تعرفت على الصوت القديم المضاء بنعمة الروح القدس ونظرت للقبطان كان هو القدر ؛ لكن القبطان لم يرها لأنه كان غارقا في قدرة فلورينتينو اريثا الرهيبة على الالهام
.
وسأله :ـ
ـ أتقول هذا جادا ؟ ـ
فقال فلورينتينو اريثا :ـ
ـ منذ ولدت لم أقل كلمة واحدة غير جدية ـ
نظر القبطان إلى فيرمينا داثا ورأى في رموشها البريق الأول لصقيع شتوي ثم نظر إلى فلورينتينو اريثا بتماسكه الذي لا يقهر وحبه الراسخ وأرعبه ارتيابه المتأخر بأن الحياة أكثر من الموت هي التي بلا حدود
سأل :ـ
ـ إلى متى تظن بأننا سنستطيع الاستمرار في هذا الذهاب والاياب الملعون ؟ ـ
كان الجواب جاهزا لدى فلورينتينو اريثا منذ ثلاث وخمسين سنة وستة شهور وأحد عشر يوما بلياليها . فقال :ـ
ـ أتقول هذا جادا ؟ ـ
فقال فلورينتينو اريثا :ـ
ـ منذ ولدت لم أقل كلمة واحدة غير جدية ـ
نظر القبطان إلى فيرمينا داثا ورأى في رموشها البريق الأول لصقيع شتوي ثم نظر إلى فلورينتينو اريثا بتماسكه الذي لا يقهر وحبه الراسخ وأرعبه ارتيابه المتأخر بأن الحياة أكثر من الموت هي التي بلا حدود
سأل :ـ
ـ إلى متى تظن بأننا سنستطيع الاستمرار في هذا الذهاب والاياب الملعون ؟ ـ
كان الجواب جاهزا لدى فلورينتينو اريثا منذ ثلاث وخمسين سنة وستة شهور وأحد عشر يوما بلياليها . فقال :ـ
ـ مدى الحياة ـ ) ـ *
الحب في زمن الكوليرا - غابرييل غارسيا ماركيز*
. . . . . .
انا بحب الروايه ديه اوي
ردحذفجميل الجو
:)
لكل الحكايا لا بد من غلق الأبواب المواربة والتخلص من حقائب الوهم
ردحذفأعلم أن نهايات التواريخ والشهور والأيام يوقفني بعضها للثانية الفاصلة بين العبور والسقوط الذي لن أعلم أيهما قبلت به لألون صباحاتي القادمة كقرعة مبهمة
جميل قوي اللقطتين دول يانهي..فيهم وعي كبير قوي..وشحنة احساس كبيرة جدا خصوصا تعبير كقرعة مبهمة..ومشهد الحدود الفاصلة ده دايما بيكون ليه بريقه حتي في الحياة مش في الكتابة بس
في بقي جمل ماركيز اللي علي لسان شخصياته بصراحة دي من أبرع ما يكون
فلكل ما يُتعبني وداعا إلى أن تنتقينا الطرق الصحيحة يكفيني ما لدي من حزن ؛ لكن لن أعدُكِ أن سأظل بلا ذهابٍ وإياب فالحياة أكثر من الموت هي التي بلا حدود
ـ إلى متى تظن بأننا سنستطيع الاستمرار في هذا الذهاب والاياب الملعون ؟ ـ
مدى الحياة ـ
ده بيخليني عايز اطلب منك الرواية بقي بما اني لسه مقريتهاش وبما انك خلصتي قرايتها
الرواية أكتر من رائعة
ردحذفدايما يحضر عالم ماركيز الساحر الملهم الباعث على الشرود
تدوينة جميلة بجد
أخييييرًا عرفت أوصل :)
ردحذف،،،،،،،،،،،،،
أنا لسـه ماقريتش الرواية دي، بـــس كده هفكر أقراها تاني
:
علم أن نهايات التواريخ والشهور والأيام يوقفني بعضها للثانية الفاصلة بين العبور والسقوط الذي لن أعلم أيهما قبلت به لألون صباحاتي القادمة كقرعة مبهمة ، ونهاية هذا الأسبوع هي كانت الفاصلة تمهدني للقرارت المفروضة في روحانيات السفر واندماجي بوشاحاته الدافئة مع روحٍ متعبة ؛ كنت دائما أحاول ربط سبب افتتاني بطقوس وحدته في صدر الزحام البشري وآلاف الأميال التي تغربنا عن الخطاوي التي تبادلنا مع أُلفتها حنين الأمومة واحتمالنا ذنب ولادتها الخاطئ
:
بـــــس
محض روح
ردحذفوأنا أؤيدك في ذلك
ومرورك حلى الجو
:)
------
سيزيف
احم دايما مديني فوق حقي يافندم
تسلم
والرواية من عونينا بس ترجع ممن استلفها قبلك :)
وتكون في يدك عدا وصفحا
تحية بعرض السما
------
مصطفى السيد
الرواية عدت الرائع
وماركيز بيقولنا أنا اتحدى العادية
فعلا استمتعت بيها
ومرورك أجمل يافندم
------
إبراهيم بيك
مرحبا بكم في أرض الأحزان :)
وصول حميد يافندم مبروكن
بالنسبة لردك في الشاتنج بوكس
بالنسبة لـ لا أحد يرجع لنهار ... فقصدي اتخاذ القرارات ف اليوم ده
إحنا بنرجع لذكرياتنا في هذا اليوم
لكن ما ينفعش نرجعله فعليا ونعدل فيه
لأنه اتخذ شكله اللي هيفرضه علينا لما نسترجعه
وبرده
بس
منورني يافندم
------