10 سبتمبر 2008

أبيض الخطيئة


" كل شيء عم يخلص ، الحب والأحلام ..
كل شيء عم يخلص ، الضجر والأيام .. طريق عم يصغر ونحنا ع الطريق ، راح تخلص المسافة والطريق . " *

بنتً ...
تعشق الأحصنة .. القطارات .. والسير دون هدف ، تُلبس الطرق عباءات سفر ، كي تمنحها سبلا أخرى للوصول ... وتصافحهم بعهدٍ بالعودة

تُعاتب الحلم أنه لم يأتي وتراقب بيضاء الثلج تغني بخفوتٍ في خيط رفيع يفصل السماء عن الأرض بنقاء .. تبتسم بحزن ، تقتنع بإيمان هنري ميشو أنه " في غياب الشمس تعلم أن تنضج في الجليد " ، وفي بهاء صبحٍ تغرق بين ثنايا الحيرة والتيه .. تأكل الصبر حلوى من أيدي ما تبقى من ملائكة الخير ، فلم يخبرها أحد كيف في غياب الأبيض تتعلم أن تُبحر في الأسود ! ..

تندع شفافيتها بلون الفصل التي تعبره ، وتقتص من نقائها ما يمكنها الحياة في غيم الثواني الراحلة ، تغرق في تفاصيل الأيام كسحابةٍ هادئة تنتظر ولوج نهاره .. ذاك الذي في خضم الرؤية يعتلي فرحتها دون وجه ، يخضب قربهما بملمحٍ من فُكاهة واقتباسٍ من دهشة الملل .. مندسا بين كفيها بسهوٍ غافلا عينيها

" خدنى حبيبي عجل خدنى ، الدنيا عم بتغيب .. دخيلك خدنى ما تضيعنى بالليل الغريب .. خدنى حبيبي عجل خدنى ، من قدام الباب .. خبينى بقلبك لا تتركنى وحدى بالضباب . " *

تراقص الأحلام على خيطٍ من الكسر ، وتخبر كل من حذروها أنها تجيد صنع موسيقاها وحدها .. لتلحم الحياة بأمنيةٍ منحنية ، كأرواح راقصات البالية التي تلصق بحركاتهم عقارب الوقت من الانطلاق ،

وتحب أكثر وهما واضحا كالزجاج

دائما هو الزجاج ...

حائلٌ شفاف يُبهرنا بقدرته على سحب أيدي خيالنا للناحية الأخرى ، ويوقعنا في عدمية العيور ..

كأحلامنا تماما يغرسنا بهزيمة الأمل

كما قال شارل بودلير " فما يمكن أن تراه في ضوء الشمس هو دائماً أقل أهمية مما يحدث وراء زجاج نافذة ما . في تلك الكوة المظلمة أوالمضيئة يتصرف المرء على هواه ، يحلم ، ويعاني . "

زجاج السيارات كان كافيا ليمنحها جنون العبور لأحلامها ولو مشبعة بالبتر ، دائما تهمل جوانب الثرثرة حين سفر ، وتكرس جسدها في وحدةٍ مقننة في فراء الخواء ، فوحدها وسائل التنقل تمنحنا هلامية الهروب .

ترسم قلبا فارغا ، وعلامة استفهام مصمتة تجرحها بخطأ ، تهمس مرددة ما قاله نيوتن " إنني جاهل ، لا أعرف إلا حقيقة واحدة ، وهي أنني لا أعرف شيئا " ، وتمحو بدورةٍ حول نفسها كل ما كانت تقوله لصديقتها .. كلنا في مطب الحب سواء سواء ياعزيزتي نسقط في بؤره المهترئة دون أن نكون على قدرٍ من النباهة لنأخذ في حسباننا الاسعافات الأولية في حالة الإصابة

يملؤنا بالآخرين رغما عن قوانين الخلايا ، يلامس أرواحنا برحيقهم .. برفق ، ويمرر أنفاسهم في أعصابنا كي ندرك تماما أنَّا هناك ، لديهم ...


كم يزدهر الغباء لحظة حب ! ..

وحبها حالة عتمة ، استضاءته بقـُبلةٍ من روحه ذات وهمٍ .. دون علمه ، واستيقظت تُخبئه كمعصيةٍ ببرد ... علها الأيام تدسه برئته لحظة تعري بضوء

وبإيمانها بتناسق الأرواح وأنه وحده يعلم خلاياها .. يعبث بندائها ويجذبها إليه .. يتركها تستنشقه ليبقيها دوما على حافة خوف من ألا يكون هنا ، يختار ظلا ثم يغفو مصففا مشاعره لجهةٍ معاكسة ، دوما لا يُدرك ..

فقط يُلبسها وحدته .. طابعا ثغرها بحزنه ، كي يمحي ما لم ولن يقوله ،
وهو يعبث بالجهات كلها يبكي ويضحك دون أن تعلم ما به ، ويقول " خير "

أو " لا شيء يهم .. بعض تعب "

فتكتفي ببكائهما .. دون ذنبٍ له غير أنها وقعت من سماءٍ عارية على أرضٍ صلبة

وأنه مازال لا يعلم جنونها ...

تذكر حصانا أبيضا طرزته لها الجدة بقصةٍ عن فارسٍ من حلم البنات ، كي تغمسها بقصدٍ في عطر الانبعاث ، ترتدي قلبها أبيضا دون هوية .. وتبقى أميرة ً معلقةً بطرف الحياة بتشوهٍ

" تذكريه ياصغيرة هيجيلك أبيض مبتسم .. "

وهو يأتيها بأحلامها أبيضا .. سائرا على بساطٍ أزرق من الكبرياء ، بعينيه حنانا قاسمها من أرصفة الغربة .. ؛ لكنه لم يبستم ولم يأتي جامحا بل بطيئا كخطوات تعب ، مبتورا .. دون فارسٍ واضحٍ


فتنعس
بين لعنتين أسود الخطى وحنين الثلج ، تستدرج الخطايا وتواظب على رقصٍ أعرج ، تُبعثر أوهامها قرابينا لأعمدة الخيبة ، تنتقي ودعها من أعين الغفلة وتكتفي بأعذار عدم الفهم كحلٍ أوسط للتدحرج ،
فقط ... تنتظر في كل ليلةٍ لحظة سلامٍ مع الحلم
......

اللوحة لـ : Pino Daeni


* تحميل : كل شيء عم يخلص ... ماجدة الرومي

.........

هناك 8 تعليقات:

  1. كم يزدهر الغباء لحظة حب ! ..

    ردحذف
  2. دائما هو الزجاج ...
    حائلٌ شفاف يُبهرنا بقدرته على سحب أيدي خيالنا للناحية الأخرى ، ويوقعنا في عدمية العيور ..كأحلامنا تماما يغرسنا بهزيمة الأمل


    يملؤنا بالآخرين رغما عن قوانين الخلايا ، يلامس أرواحنا برحيقهم .. برفق ، ويمرر أنفاسهم في أعصابنا كي ندرك تماما أنَّا هناك ، لديهم ...


    كم يزدهر الغباء لحظة حب ! ..


    حين نكون مشدوهين..يغمرنا السكوت
    واحيانا يكون السكوت ابلغ من الكلام..تقبلي مني سكوتي هذه المرة..لاني اشعر اني لا استطيع الحديث بعدما قدمتي


    تحياتي البالغة يافندم

    ردحذف
  3. وحبها حالة عتمة ، استضاءته بقـُبلةٍ من روحه ذات وهمٍ .. دون علمه ، واستيقظت تُخبئه كمعصيةٍ ببرد ... علها الأيام تدسه برئته لحظة تعري بضوء

    وبإيمانها بتناسق الأرواح وأنه وحده يعلم خلاياها .. يعبث بندائها ويجذبها إليه .. يتركها تستنشقه ليبقيها دوما على حافة خوف من ألا يكون هنا ، يختار ظلا ثم يغفو مصففا مشاعره لجهةٍ معاكسة ، دوما لا يُدرك ..


    أن تتعثر صدفة بشئ يجعلك تنبض بالحنين فذلك شئ رائع
    تعليقك بمدونة قرب القلب قادنى إلى مدونتك الجميلة و كلماتك الأجمل
    أنت تكتبين الحب بحذافيره
    تقبلى تحياتى

    ردحذف
  4. مدونتك جميلة اوى يا نهى
    و كتابتك كمان رائعة
    تحياتى لحرفك

    ردحذف
  5. هدى

    فعلا :)

    ....

    سيزيف

    كيفك يافندم ؟
    ويكفينا مرورك وسكوتك وننتظر التحليل

    تحياتي الأبلغ بقى

    ....

    فريدة

    واشكر صدفةً جعلت عطرك يطير هنا
    سعيدة بمرورك الأول أتمنى ألا يكون الأخير
    تحية

    ....

    اسلام يوسف

    ومرورك أروع ياإسلام
    واتمنى ألا يكون الأخير

    تحياتي جدا

    ....

    ردحذف
  6. انا غيران جدا منك
    لانك (ما شاء الله) ممتازة
    اسلوبك اكتر من رائع
    ..............
    اسمحي لى بتصحيح بسيط
    "ترسم قلبا فارغا ، وعلامة استفهام مصمتة تجرحها بخطأ"
    (بخطأ) التنوين بيكون على الحرف اللى قبل الالف
    (بخطًا)
    تقلي فائق احترامي

    ردحذف
  7. مرعبة يا بنتي!

    يوماً ما ستأكلين الهواء وتبتسمين :)
    وسأحبكِ أكثر

    ..

    ردحذف
  8. سقراط

    مرحبا بك الاول وشكرا على رايك

    بس الكلمة صحيحة
    لان المنون هنا الالف و هي من اصل الكلمة
    فالتنوين عادي عليها
    وعلى فكرة اللي عليها همزة مش تنوين واللي مشكوك فيه ان غالبا الهمزة بتبقى تحت

    عموما مرحبا بك دوما

    .....

    روني

    شور بطلع كل يوم في فيلم رعب
    ههههههههه

    وربما !
    لكن الخوف أن تأكل الهواء الخطأ فيؤلمها دمها

    تصير كـ لوركا
    ( عاشقا يؤلمني الهواء .. يؤلمني قلبي )

    لكنها تحبك :)

    ....

    ردحذف